حذر عبدالإله الشريف أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ومساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية المروجين والمسوقين لنكت وطرائف المحششين وتقديمهم إلى الجهات المختصة، معتبرا تلك التعليقات المنسوبة للمتعاطين تشجيعا للتعاطي والإدمان لأنها تظهر السموم وكأنها منبع السعادة والأنس. وقال في حوار لـ«عكاظ» إن الجهات المعنية وقفت سدا منيعا أمام ما يطلق عليه المخدرات الرقمية التي تبعث على أجهزة الحاسوب في شكل ملفات صوتية، مشيرا إلى أن اللجنة الوطنية تطور آلياتها لمواجهة أي نقلات جديدة في أسلوب التعاطي والترويج.
• مع تطور مناهج المكافحة والملاحقة، تطورت أساليب المتعاطين والمهربين .. كيف تقف اللجنة الوطنية على هذه النقلات ؟
•• ما يتم ضبطه بين كل فترة وأخرى من كميات كبيرة من السموم بأنواعها يؤكد استهداف العصابات لأبناء الوطن وشبابه، وذهب المتعاطون إلى أبعد مدى في ما أطلق عليه في الآونة الأخيرة بالمخدرات الرقمية، ولله الحمد لم تجد رواجا، وذهب بعض المتعاطين إلى أبعد من ذلك بتعاطي طحين الصراصير والنمل كأبشع صور الإدمان، كما أن النكت التي يتم تداولها منسوبة إلى (المحششين ) تعطي صورة مزيفة عنهم ومن يروج لمثل هذه النكت يضع نفسه تحت طائلة العقوبات والمسؤولية.
271 مدمنة
• يتردد أيضا عن أرقام ونسب متصاعدة للفتيات المدمنات، ما تعليقكم على ذلك؟
•• لا أنكر وجود فتيات مدمنات وتم تسجيل 271 حالة لمدمنات راجعن مستشفيات الأمل في كل أنحاء المملكة وهو رقم وإن بدا للبعض غير مفجع إلا أنه يدق ناقوس الخطر، واعتبر ذلك حجرا حرك المياه الراكدة، وما يبعث على الخوف والقلق فرضية واحتمالات وجود مدمنات أو متعاطيات لم يراجعن مستشفيات الأمل بعد ولم يتم إثبات حالاتهن.
شراكة مع المجتمع
• مخاطر كهذه يستلزم عقد شراكات واتفاقات مع كافة قطاعات المجتمع، فما هي الخطوات التي اتخذتموها في هذا الجانب خصوصا مع ظهور ما يطلق عليه المخدرات الرقمية ؟
•• أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عقدت اتفاقات وشراكات مع العديد من الجهات ذات العلاقة بما يحقق المصلحة العامة للتصدي للمخدرات مثل الرقمية التي حاول البعض الترويج لها ووجدت سدا منيعا من الأجهزة المعنية.. والمخدرات الرقمية توصف بأنها لا ترى بالعين المجردة ولا تؤخذ بالإبر أو الفم وتأتي في شكل ملفات صوتية تمنح المتعاطي نتائج المخدر الحقيقية.
مؤثرات صوتية
•• هل هناك سيرة ذاتية أو تاريخ لمثل هذا النوع من المخدرات ؟
- المخدرات الرقمية هي بالأصل مؤثرات صوتية موجودة منذ زمن بعيد في أمريكا وأوروبا، ولم تستخدم إلا في أضيق الحدود ولم تنتشر بشكل كبير، وهي ليست مواد مخدرة تؤكل أو تشرب، وإنما هي نغمات موسيقية صاخبة لا يستخدمها إلا عدد بسيط من مدمني المخدرات في العالم، وهم من المدمنين الذين وصلوا إلى حالة متأخرة من الإدمان أو ما يطلق عليهم «المدمن المزمن». وبحسب التقارير فإن هذه الموسيقى تؤدي إلى تشنجات وفقدان للوعي، ولا تستخدم إلا في حالات ضيقة جدا ولم تسجل أي حالة في السعودية أو دول الخليج، ولم تستقبل المراكز الطبية ومصحات العلاج أي حالة لها، وأود أن أطمئن الجميع أنه لا توجد لدينا هذه المخدرات إطلاقا، حيث إن المدمن العادي لا يستخدم مثل هذا النوع لأنها لا تؤثر فيه، بينما يستخدمها مرضى الإدمان المزمن، بل إن بحوثا علمية أظهرت بعد تجارب أن من يستخدم هذه الملفات الصوتية هم مدمنون مزمنون وأنهم لايعودون لاستخدامها مرة ثانية.
كفوا عن هذا
• بم تنصح من يروجون لمثل هذه الأخبار عن الملفات المخدرة ؟
•• أدعوهم إلى عدم تداول مثل هذه الرسائل والترويج لها وأطمئن الجميع بأنها غير موجودة في الأصل ولم تسجل أي حالة، وما يهمنا دوما هو توعية الأبناء والأسر، وأود أن أذكرك أن تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات خلال السنوات الماضية لم يشر أو يتطرق إلى تلك المؤثرات الرقمية.
25 ألف مدرسة
• عمل كبير مثل هذا في التصدي لسموم العصر يستحق مزيدا من برامج التوعية خصوصا الموجهة للأطفال وصغار السن.
•• بالتأكيد .. حالياً نعمل على تنفيذ حزمة من البرامج منها البرنامج الوطني الوقائي الموجه للطلاب والطالبات بالتعاون مع وزارة التعليم، ويستهدف أكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة في المدارس الحكومية والأهلية للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، كما يستهدف البرنامج 25 ألف مدرسة ويغطي البرنامج الوقائي الوطني جميع المناطق والمحافظات والمراكز.
علاج ومعافاة
• هناك حديث حول إيجابية البرامج التأهيلية وجدواها .. حدثنا عن فاعليتها ؟
•• البرامج حققت نجاحات كبيرة وأسهمت في معافاة كثيرين في عموم المناطق وما زالت الأمانة العامة تسعى لاستقطاب المزيد ولها تعاون كبير مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات ووزارة الصحة وبمجمعات الأمل والرؤية الأساسية مع المتعافين ذات أبعاد ومنها تنمية الحس الوطني والواجب الديني والنظرة للمدمن باعتباره مريضا يجب علاجه ورعايته ودمجه في مجتمعه.
نكت المحششين
• نعود ثانية إلى ما يروج من طرائف ونكت منسوبة لما يطلق عليهم المحششون تظهرهم بحدة الذكاء وخفة الروح والدم ما يعني استخدامهم من بعض البسطاء كقدوة.. ماذا أعددتم فعليا لمواجهة هذا الأمر ؟
•• صحيح هناك من يروج لنكت المحششين فتبدو للبعض أنهم من خفيفي الدم أو الظرفاء فيكون ترويجا لمادة الحشيش بطريقة غير مباشرة، والنكت التي يتم تداولها عن متعاطي الحشيش يتم استخدامها كأحد أنواع الدعاية، لإظهار السموم بأنها عالم من السعادة والأنس وهو خلاف الحقيقة التي أظهرت دمارا صحيا ونفسيا واجتماعيا يصيب المتعاطين، وهذه النكات تؤثر بطرقة خاطئة على المراهقين وصغار السن عبر وسائل التقنية الحديثة خاصة إذا ما اقترنت بظروف أسرية تلبي الاتجاه السلبي للحدث أو المراهق، أود الإشارة إلى أن مكافحة المخدرات حذرت من هذا وأعلنت أن من يتداول مثل تلك النكت ويروج لها عليه وزرها ويصبح الشخص تحت طائلة المسؤولية لأنها تروج للحشيش بصورة مغلوطة.
تحذير من عائلات المهربين
تعكس مشاهد القبض على المروجين حملة الاستهداف التي يتعرض لها الشباب، وطبقا للوقائع فإن أيا من المهربين والمروجين لا يتورعون في استخدام اي طريقة لايصال ونقل السموم المخدرة، فتارة يتم ضبط المخدرات في اغذية وفواكه، وتارة في المعلبات واخرى في اطارات السيارات وفي انابيب الغار، بل وصل الى محاولات التهريب باستخدام المصاحف، وكل ذلك بقصد التمويه فضلا عن استخدام النساء والاطفال في وسائل التهريب.
ودلت تقارير الضبط على استخدام المهربين للنساء والاطفال، ويقابل كل تلك الحيل ذكاء وخبرة رجال المكافحة والامن التي ترصد وتتابع وتضبط.
طحين الصراصير .. اخر تقليعات المدمنين
الدكتورة منى الشريف استشاري الطب النفسي والخبيرة في الامم المتحدة اعتبرت ما اشيع عن المخدرات الرقمية انها اشبه بالكذبة والفكرة عبارة عن ملفات صوتية تؤدي الي الصرع للشخص الذي لديه استعداد لحالة الصرع. وربطت الصواف الامر بالزار وهو عبارة عن اصوات عالية وموسيقى تستخدم كنوع من تنشيط الحالة و ثبت علميا ان الموضوع مجرد ملفات صوتية لم يثبت بتاتا ان لها علاقة من قريب او بعيد بالمخدرات او الادمان
وحول ادمان السيدات قالت الصواف إن هناك تحفظ كبير على طلب المساعدة في العلاج من الادمان والمأمول ايجاد برامج تساهم في التخلص من قضية الوصمة الاجتماعية التي تلاحق المدمن في علاجه وبعد العلاج واضافت : في تاريخ الادمان هناك استخدام مرعب لمواد معينة لاتخطر على بال احد مثل استخدامهم الصراصير والنمل عن طريق تجميع فضلات تلك الحشرات وطحنها واستنشاقها. كما حذرت الصواف من مواد اخرى مثل (الشبو) و (الكريستال) و (الثلج) او الزجاج) وهي اسماء متداولة تهرب من مصانع سرية في اسيا وكندا. وزادت الصواف بالقول ان المنشطات والمهدئات تشكل النسبة الكبرى من تعاطي النساء فـ 70% من المدمنات يعانين من مضاعفات الإدمان و 70% منهن يعالجن بعد اكتشاف اسرهن لهن ومن ثم يصبح علاجهن قسريا و 30% يبادرن طوعا للعلاج بأنفسهن.
كوادر نسوية في الوقاية والضبط
مدير عام مكافحة المخدرات اللواء عثمان ناصر المحرج أوضح أن المديرية تعمل وفق عدة محاور وأهداف رئيسة لتحقيق غاياتها في خفض الطلب والعرض على المخدرات بهدف الحد من انتشار مرتكبي جرائم المخدرات وضبط كل من يتعامل بها والعمل على إحباط التهريب والترويج ومكافحة غسل الأموال، مشددا أن للمديرية كوادر مؤهلة ترصد وتضبط الكثير من الوقوعات وتفكك عصابات مافيا المخدرات. وقال إن من أبرز وأهم المهام التي تتولاها المديرية ضبط مهربي ومروجي المخدرات وكل من يتعامل بالمواد المخدرة تصنيعاً أو زراعة أو تهريباً أو نقلاً أو تجارة أو حيازة أو تعاطياً. والعمل على تنفيذ خطط المكافحة وتكثيف الحملات الميدانية بهدف إحباط التهريب والترويج والحيازة والتعاطي.
وقال اللواء المحرج إن رجال المكافحة يحققون من حين لآخر إنجازات في ضبطيات متنوعة في بعض المواقع، ومازالت المديرية العامة تسعى للحد من تدفق المواد المخدرة عبر حدودها المترامية الأطراف.
وأضاف اللواء المحرج أن لدى المديرية العامة كوادر نسائية متخصصة يتركز عملهن على شقين: الأول: اهتمامهن بالتوعية الوقائية بأضرار المخدرات وتبيان مخاطرها للأمهات وللطالبات وكذلك في التجمعات النسائية، والثاني هي الأعمال الإدارية مثل دراسة حالات الادمان وتلقي البلاغات من أسر المدمنات.